Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
في واحدة من أكثر مباريات الدوري الإنجليزي إثارة هذا الموسم، خطف فريق أرسنال تعادلاً مثيراً من أنياب مانشستر سيتي بنتيجة (1-1)، في اللقاء الذي أُقيم مساء الأحد على ملعب الاتحاد، ضمن منافسات الجولة الخامسة من البريميرليج.
المباراة شهدت تنافساً شرساً بين الفريقين، حيث بدا وكأن مانشستر سيتي في طريقه لتحقيق فوز مهم يُعيده إلى دائرة المنافسة على المراكز الأولى، قبل أن يظهر البديل البرازيلي غابرييل مارتينيلي في الوقت القاتل ليمنح فريقه نقطة ثمينة، ويؤكد أن أرسنال هذا الموسم يتمتع بروح قتالية عالية لا تعرف الاستسلام.
دخل مانشستر سيتي اللقاء بضغط هجومي كبير منذ الدقائق الأولى، مدفوعاً بعاملي الأرض والجمهور، ولم ينتظر كثيراً حتى يفتتح التسجيل. ففي الدقيقة التاسعة، استغل المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند خطأ دفاعياً قاتلاً من أرسنال، لينفرد بالحارس ديفيد رايا ويسكن الكرة في الشباك معلناً تقدم السيتي مبكراً.
الهدف المبكر منح الفريق السماوي أفضلية معنوية واضحة، حيث حاول لاعبوه استغلال حالة الارتباك التي أصابت دفاعات أرسنال من أجل مضاعفة النتيجة، إلا أن الحارس رايا أنقذ أكثر من محاولة خطيرة وحافظ على آمال فريقه في العودة.
بعد ربع ساعة من الضغط، بدأ أرسنال يستعيد توازنه تدريجياً، فارضاً سيطرته على منطقة الوسط بقيادة الثنائي مارتن أوديجارد وديكلان رايس. وصلت نسبة استحواذ الفريق اللندني في الشوط الأول إلى ما يقارب 60%، إلا أن تلك السيطرة لم تُترجم إلى أهداف مباشرة.
أحد أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها أرسنال تحت قيادة المدرب ميكيل أرتيتا هو تنفيذ الركلات الركنية والكرات الثابتة. الفريق كان من أكثر الأندية تسجيلاً عبر هذا الأسلوب خلال الموسم الماضي، لكن أمام مانشستر سيتي تعطل هذا السلاح بشكل واضح.
فقد حصل أرسنال على 11 ركلة ركنية خلال اللقاء، لكن دون أي فاعلية حقيقية أمام مرمى الخصم. الدفاع المنظم للسيتي بقيادة روبن دياز وكايل ووكر تعامل بصرامة مع الكرات العالية، فيما أظهر الحارس إيدرسون يقظة كبيرة في التعامل مع العرضيات. هذا التعطيل لسلاح الركنيات جعل أرسنال يبحث عن حلول أخرى عبر التسديدات من خارج المنطقة والاختراقات الجانبية.
مع انطلاق الشوط الثاني، بدا واضحاً أن أرتيتا أعطى تعليماته للاعبيه باللعب بسرعة أكبر والضغط العالي على مدافعي السيتي. وبالفعل، سيطر أرسنال بشكل شبه كامل على مجريات اللعب، إذ بلغت نسبة استحواذه أكثر من 68%، لكنه اصطدم بتكتل دفاعي محكم من جانب بطل الدوري.
أبرز المحاولات جاءت عبر النجم الإنجليزي بوكايو ساكا الذي سدد كرة قوية أبعدها إيدرسون ببراعة، إضافة إلى محاولة من أوديجارد مرت بجوار القائم. وعلى الرغم من تعدد الفرص، ظل الفريق عاجزاً عن هز الشباك حتى الدقائق الأخيرة.
مع دخول المباراة دقائقها الأخيرة، رمى أرتيتا بكل أوراقه الهجومية، فدفع بالبرازيلي غابرييل مارتينيلي لتنشيط الخط الأمامي. التغيير أثبت نجاحه بشكل فوري، حيث أضاف اللاعب سرعة وحيوية على الجهة اليسرى، مستغلاً حالة الإرهاق التي أصابت دفاعات السيتي.
وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، جاء الخبر السعيد لجماهير أرسنال، حين استلم مارتينيلي تمريرة طولية ذكية من البديل إيبيريشي إيزي، ثم أطلق تسديدة قوية اصطدمت بقدم أحد المدافعين لتغير اتجاهها وتخدع الحارس إيدرسون، معلنة هدف التعادل القاتل.
الفرحة العارمة اجتاحت لاعبي أرسنال وجماهيره، حيث بدا الهدف بمثابة انتصار معنوي كبير، خصوصاً أنه جاء في وقت كان الجميع يظن أن النقاط الثلاث ستذهب للسيتي.
الاستحواذ: أرسنال (68%) – مانشستر سيتي (32%).
التسديدات: أرسنال (14) – مانشستر سيتي (9).
الركنيات: أرسنال (11) – مانشستر سيتي (4).
الأهداف: هالاند (9′) – مارتينيلي (90+3).
الأرقام تعكس بشكل واضح تفوق أرسنال في معظم الجوانب، لكن الفعالية الهجومية كانت غائبة حتى اللمسة الأخيرة لمارتينيلي.
بهذا التعادل، رفع أرسنال رصيده إلى 10 نقاط ليتقدم إلى المركز الثاني في جدول الدوري الإنجليزي، مواصلاً ملاحقة ليفربول المتصدر. في المقابل، تجمد رصيد مانشستر سيتي عند 7 نقاط ليحتل المركز التاسع مؤقتاً، وهو مركز لا يليق بفريق يطمح للاحتفاظ بلقبه.
يمكن القول إن مانشستر سيتي لم يُحسن استغلال تقدمه المبكر، إذ تراجع لاعبوه بشكل واضح بعد الهدف الأول، وهو ما منح أرسنال فرصة للسيطرة وبناء الهجمات. كما أن غياب الحلول الفردية من لاعبين مثل برناردو سيلفا وفيل فودين جعل الضغط ينصب كله على هالاند، الذي وجد نفسه معزولاً معظم فترات المباراة.
على الجانب الآخر، أرسنال وإن كان افتقد للنجاعة في الثلث الأخير، إلا أنه أثبت امتلاكه شخصية قوية، خصوصاً في العودة بالنتيجة خارج ملعبه أمام منافس بحجم مانشستر سيتي. ويُحسب لأرتيتا جرأته في التغييرات الهجومية التي قلبت موازين اللقاء في اللحظات الأخيرة.
المباراة حملت الكثير من الدروس، أبرزها أن أرسنال لم يعد ذلك الفريق الذي يستسلم بسهولة، بل أصبح يمتلك عقلية المنافسة حتى آخر لحظة. أما مانشستر سيتي، فعليه مراجعة حساباته سريعاً إذا أراد العودة إلى الصدارة، خاصة أن الدوري الإنجليزي لا يرحم أي تعثر.
وبين تعطّل سلاح الركنيات بالنسبة لأرسنال، وتألق هالاند في البداية، ثم ظهور مارتينيلي في المشهد الختامي، خرجت المباراة برسالة واضحة: في البريميرليج، لا شيء يُحسم قبل صافرة النهاية.