Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
ماسك ضد ترامب يتجدد من جديد، وهذه المرة في صورة صدام رقمي مفاجئ. فقد قرر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك حظر حساب دونالد ترامب من التفاعل على منصة X (تويتر سابقًا)، ما وصفه البعض بـ “نهاية العلاقة الرقمية الأخطر في عالم السياسة والتكنولوجيا”.
في سنوات رئاسة ترامب، لم يكن من الغريب أن نرى تغريدات من ماسك تدافع عن بعض قراراته، أو على الأقل تتعاطف مع أفكاره حول الاقتصاد والحرية الفردية.
ومع استحواذ ماسك على تويتر في 2022، ظن كثيرون أن عودة ترامب إلى المنصة أصبحت مسألة وقت، خاصة بعد طرده منها عقب أحداث الكابيتول.
ماسك دائمًا ما تحدث عن حرية التعبير، وأن المنصة يجب أن تسمح للجميع بالتعبير عن آرائهم، حتى لو كانت مثيرة للجدل.
لكن المثير هو أن ماسك نفسه اتخذ قرارًا بوقف ترامب مجددًا بعد سلسلة من التدوينات التي وصفها بأنها “تحريضية وغير أخلاقية”.
ما أثار الجدل أن ماسك لم يكتفِ بحظر التفاعل أو الحذف، بل قام بعمل بلوك شخصي لحساب ترامب!
نعم، الملياردير الشهير أغلق الباب تمامًا في وجه رئيس سابق!
“المنصة لن تكون أداة لبث الكراهية أو التحريض، مهما كان صاحب الصوت.”
حسب مصادر قريبة من ماسك، فإن القرار جاء بعد نقاشات داخلية وضغوط من مستثمرين يرون أن تواجد ترامب يسبب انقسامًا حادًا في جمهور المنصة.
وفي تصريح مقتضب، قال ماسك:
أنصار ترامب اعتبروا الأمر خيانة، واتهموا ماسك بالنفاق، بينما مدح معارضو ترامب الخطوة، واعتبروها حماية للمجتمع الرقمي من الفوضى.
من المعروف أن العلاقة بين إيلون ماسك ودونالد ترامب لم تكن يومًا واضحة أو مستقرة.
في بعض المناسبات، دعم ماسك سياسات ترامب الاقتصادية، خاصة في ملف خفض الضرائب، وحرية الاستثمار في التكنولوجيا والطاقة.
لكن العلاقة كانت دائمًا متوترة بسبب خلافات حول المناخ، حيث انسحب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، وهو أمر واجهه ماسك بالنقد العلني حينها.
وصفها البعض بـ “علاقة حب وكراهية” بين اثنين من أكثر الشخصيات إثارة للجدل عالميًا.
حظر ترامب من التفاعل على X قد يكون له تبعات على المنصة نفسها، خاصة أن ترامب يتمتع بقاعدة جماهيرية ضخمة.
بعض المراقبين يرون أن هذه الخطوة ستقلل من التفاعل السياسي، لكنها قد تزيد من ثقة المستخدمين في حيادية المنصة.
في حين يرى آخرون أنها قد تفتح الباب أمام دعاوى قضائية، أو دعوات لمقاطعة المنصة من جمهور ترامب.
الجدل الحالي يترك سؤالًا مفتوحًا:
هل ماسك يتصرّف بدافع أخلاقي فعليًا؟ أم أن القرار مرتبط بخطط استثمارية أوسع، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية القادمة؟
منصته بحاجة لمصداقية، وابتعاد ترامب عنها قد يكون خطوة استباقية لتفادي الجدل والضرر الإعلاني المحتمل.
سواء كان الأمر قرارًا أخلاقيًا أو تجاريًا، فإن خطوة “ماسك ضد ترامب” فتحت الباب أمام تساؤلات كبيرة في العلاقة بين التكنولوجيا والسياسة.
وقد تكون هذه بداية لصدامات أكبر بين عمالقة السيليكون والرموز السياسية في المستقبل القريب.
مستقبل العلاقة بين التكنولوجيا والسياسة
يبقى السؤال الأهم: كيف ستتطور العلاقة بين عمالقة التكنولوجيا مثل إيلون ماسك وصراعه المستمر مع ترامب؟ هل ستستمر المواجهات الرقمية بين ماسك ضد ترامب في التأثير على الخطاب السياسي العام؟
في ظل تصاعد التوترات بين منصات التواصل الاجتماعي والقادة السياسيين، تظهر الحاجة الماسة لوضع قواعد واضحة تحكم هذه العلاقة المتشابكة. قد نرى في المستقبل محاولات تنظيمية من الحكومات للحد من نفوذ هذه المنصات، أو حتى ظهور منصات بديلة تُركز على حرية التعبير بشكل أكثر توازناً.
ومن جهة أخرى، يبقى دور المستخدمين والمجتمع الرقمي في الضغط على هذه المنصات للشفافية والمصداقية، سواء عبر دعم قرارات مثل حظر ترامب أو رفضها، حسب القيم التي يؤمنون بها.
في النهاية، تبقى قصة “ماسك ضد ترامب” ليست مجرد نزاع بين شخصين، بل انعكاس لصراع أوسع بين المال والسياسة والتكنولوجيا، وتأثيره المباشر على مستقبل الديمقراطية والتواصل العالمي.
تظل قضية ماسك ضد ترامب نقطة محورية في دراسة العلاقة بين التكنولوجيا والسياسة.
ماسك ضد ترامب على bbc، من خسر النيل؟